"صحيفة رنيه":
فبدءا من الحفريات الإسرائيلية تحت المسجد الأقصى التي بدأت منذ 1968 ومرورا بتدشين كنيس الخراب «حوربا» الكائن بالحي اليهودي بالقدس الاثنين الماضي كخطوة تمهيدية لاستكمال المخطط النهائي لإسرائيل في إزالة الأقصى بهدمه وبناء هيكل سليمان الثالث على أنقاضه وفقا لنبوءة يهودية تتعلق بموعد بناء الهيكل الشهر الحالي.
وتعود تلك النبوءة لأحد حاخامات القرن الـ18 والمعروف باسم «جاؤون فيلنا» الذي حدد فيها موعد بداية بناء الهيكل الثالث بيوم الـ 16 آذار من عام 2010، وهو اليوم الذي افتتحوا فيه الكنيس.
وتتضمن هذه النبوءة إشارات إلى أن اليهود سيشرعون في بناء الهيكل الثالث مع تدشين معبد «حوربا» الكائن بالحي اليهودي بالقدس الذي يعد احد أهم دور العبادة اليهودية في القدس وتم تدميره خلال حرب عام 1948 .
ويعتقد أن الهدف من الإصرار على هدم الأقصى هو كسر شوكة العرب والمسلمين باعتباره رمزا للمسلمين وهو أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ، فهو يمثل عزة المسلمين وكبريائهم.
إلا ان اليهود ينتظرون لبدء هدم الأقصى وفقا لمعتقداتهم الدينية ظهور «بقرة حمراء مقدسة» في الأراضي المحتلة كعلامة من الله على هدم الأقصى وبناء الهيكل على أنقاضه.
وتكمن أهمية هذه البقرة بأنها الطريق الوحيد التي يستطيعون من خلالها دخول الهيكل بعد أن يقوموا بحرقها واخذ رمادها والتطهر به قبل الدخول إلى الهيكل.
وقد اكتشف اليهود بقرة حمراء قبل ثلاث سنوات في مناطق الجليل شمال فلسطين وقاموا ببناء المذبح المقدس لها وتم تدريب عدد من الحاخامات على طريقة التطهير والذبح والحرق للبقرة ولكن مشكلة ظهرت عند بلوغ البقرة إذ تبين أن هنالك بقعة مائلة للسواد في جلدها الأمر الذي ينفي حسب معتقداتهم أن هذه البقرة هي المقصودة إذ يجب أن يكون جلدها احمر بالكامل ، حيث يؤمن الكثير من اليهود بان دخول منطقة جبل الهيكل (المسجد الأقصى) بدون التطهير برماد البقرة يعد خطيئة كبرى.
وفي حال ظهور البقرة الحمراء سيسارع اليهود إلى هدم الأقصى لبناء الهيكل ولكن بشكل غير مباشر كإحداث زلزال اصطناعي أو الاستعانة بقنبلة ارتجاجية فيما سيسمح للمسلمين إعادة بناء الأقصى مرة أخرى ولكن في مكان آخر غير جبل الهيكل.
ورغم أن كنيس الخراب الذي افتتح الأسبوع الحالي على بعد عشرات الأمتار من المسجد الأقصى ليس الكنيس الأول في المنطقة ولكنه الأكبر والأخطر باعتباره الخطوة التمهيدية لبناء الهيكل على أنقاض الأقصى ، إذ بنت السلطات الإسرائيلية، وفقا لمؤسسة الأقصى للوقف والتراث، من قبل عدة كنس لتحل مكان الأوقاف الإسلامية بجوار المسجد الأقصى ومنها كنيس أقيم على وقف حمام العين الذي يعود لزمن المماليك، وكنيس مكان المدرسة التنكزية (بناء وقفي يعود لعهد المماليك), وكنيس آخر على وقف الكرد ويسمى كنيس المبكى الصغير ويقع في جزء الجدار الغربي للمسجد الأقصى إضافة إلى مسجد النبي داود الذي حول إلى كنيس باسم قبر داود ويقع في المنطقة الجنوبية الغربية لسور البلدة القديمة.
فيما يعد المسجد الأقصى هو المنطقة المحاطة بالسور المستطيل الواقعة في جنوب شرق مدينة القدس وتبلغ مساحة المسجد قرابة الـ 144 دونماً ويشتمل على 200 معلم ديني منها قبة الصخرة المشرفة والمسجد الأقصى المسمى «الجامع القبلي» والمسجد وقبة الصخرة يقعان فوق هضبة صغيرة تسمى هضبة موريا وتعتبر الصخرة المشرفة أعلى نقطة في المسجد وتقع في موقع القلب بالنسبة للمسجد الأقصى. حيث بنيت القبة على الصخرة الشريفة التي عرج منها الرسول محمد عليه الصلاة والسلام إلى السماء.
وتبلغ أبعاد المسجد الأقصى: من الجنوب 281 مترا ومن الشمال 310 مترا ومن الشرق 462 مترا ومن الغرب 491 مترا. وتشكل هذه المساحة سدس مساحة القدس القديمة، وهذه الحدود لم تتغير منذ وضع المسجد أول مرة كمكان للصلاة بخلاف المسجد الحرام و المسجد النبوي اللذين تم توسعيهما عدة مرات.
لن يهدم الأقصى